الجمعة، 28 أغسطس 2015

فاطمة ق.ق.ج

__ هـــــــــــــى فاطمة رفيقة المرحلة الإعدادية أخبرتنى يوماً أنها تشعر برهبة من بلوغها الأربعين عاماً و ربما يقضى أجلها بهذا السن ، فاطمة أنا هنا الآن بشوارع الجيزة المحببة و ربما أقترب من الشارع الكائن فيه منزل والدك أو والدتك اذكر فقط أنك يتيمة و أن أهدابك الكثيفة تأن حتى تقذف الوجع بقشور وجهى أما  ملامحك ف مشوشة بذاكرتى و أما ملامح الشارع ف معتمة لا أذكر بأي كان بيتك ، بعد شهر نبلغ الأربعين معاً كم تمنيت أن أصطدم بك فى زحام السائرين و كم خفت حينها ألا أعرفك..  تذكرت صديقة أمى التى لم تجتمع بها طوال عشرون عاماً وتعثرت بأرقام الهاتف هاتفتنى فسمعت اسمها بعد جنازة أمى  بشهر واحد وأخبرتها كلمة واحدة "ماتت" ثم اختفى الصوت ..أخشى أن يختفى صوتى يوماً مثلها ..
أترك شوارع فاطمة فيبتسم الطريق بربيع الجيزى بالقرب من مجمع الضرائب ..أعشق الهواء هنا فأبسط ريشات الأصابع كى أضمه و أترك فتات اليقين بالأرض  ، هنا تختفى فضيلة غض البصر فتمطر عينى جميع المارة بإثم التفحص ربما أعرفهم أو يعرفنى أحدهم .. كم أتمنى أن أحيا ما تيسر من حلمى هنا ..مع اقتراب شارع المحطة أقبل الهواء و أترك بضع أمنيات طائرة هناك قبيل تداخل خصلات جدتى البيضاء بخطوات الدرج صعوداً لجدران روحها دائمة الخضرة  و وصولاً لأبخرة عينى الحارقة دائمة البحث عن الراحلين الأحياء .
#إيناس_البنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق