- لابد أنه فى مكانٍ آخر - تمطر الطريق ببصرها - لا أجد من يرتدى اللون الأزرق و البنى سوته , هو الهاتف إذن و.. الآخر يخرج هاتفه يغلقه ثم يقترب منى
- أدهم..
- نعم هو أنا
- و كيف هذا ؟.. أنت تبدو أصغر سناً مما ذكرت لى
- و ما الفارق ؟
- الفارق أنك كذبتنى ثلاث سنوات حتى تحولت الصداقة إلى شغف و ..تستدرك..كم عمرك ؟
- ثلاثون عاماً
- عشر سنوات , تصغرنى بعشر سنوات , و لما أخفيتها عنى ؟
- أحببتك حقاً فلا شىء سيقف حائل بيننا .. أرجوكِ هذا أول لقاء فلا تتركيه يُقتل
...أغمض عينى فتفر بعض لحظات الندى من أوراقٍ أتصفحها داخلى , يمسك يدى فأنتفض و أناملى تتراقص مرتعشة بكفيه تهبط بوجهه مع إستمرار الموسيقى ..
- دعنى أتحسس ملامحك بيدى و أنا مغمضة العينين كى أراك بقلبى كما إعتدت دوماً
- و لكنى هنا فلا تحرمينى عينيكِ
..أنظر إليه ..أهو حقاً ؟
- و ماذا بعد اللقاء ؟
- لا نتوقف نلتقى مجدداً فهذا آخر عهدى بالسفر ..إبتلع أنفاسه .. تزوجينى
..إتسعت عيناى .. -ماذا ؟ و فارق السن ثم ...ألا تحلم بأن تكون رب أسرة و تنجب الأطفال .. هذه السنوات نفذت منى و لم يعد بقدرتى الإنجاب
- لا أريد
- انا أريد أن أرى ذريتك إذن و أتمسك بهذا الحق لك ... ألا تدرك سأكون إعصار يمتص هواءك ثم يتبدد و أنت حطام غداً عندما تجد إمرأتك و تحبها ستذكرنى و تبتسم و أرجوك لا تتوقف عن مراسلتى فأنا صديق دائم
- ألست رجلاً بما يكفى لكِ
- بل أنا من لا تكفى
......
تغلق الدفتر و هى تنظر إليه ..أهديتك عشر سنوات أخرى فأهديتنى عمراً بأكمله ستبقى الذكرى داخلى ما حييت , قبلة مسائية ..أهواك
.. ثم تضع الصورة على الوسادة الأخرى ..أراك حلماً .