إنتهى اللعب بنداء أمى للخروج فودعتها عند الباب و إنطلقت فى رحلتنا لزيارة جدى التى أحبها - فى بعض الأحيان -
....
جدتى دائماً تفرض حصار على تحركاتنا " الفرش اللى ع الكنبة بيقع إعدله " خلى بالك من اللى ف إيدك أى فتافيت ها تقع ع الأرض بتلم نمل " ثم موجهة الحديث لأمى " قلبنا الشقة و رشينا أربع عبوات مبيد ,النمل وصل لدرجة فظيعة بقى بيطلع علينا و أخيراً بعد كل ده إختفى " .. لم أستوعب ما تحكيه جدتى فأمى لم تكن تحارب النمل بهذا الشكل , هى تؤمن أن من حقه الحياة مثلنا و هو فقط يجمع غذاءه ليأكل و لا يتعمد إيذاء أحد حقاً فلماذا أهدر الفتات بينما من الممكن أن يأكلها مخلوق آخر ...إستعدت صوت أمى و هى تعترض بلباقة أنها قلما تستعمل المبيدات لأضرارها الصحية و أن النمل لا يزعجها " و كمان عندنا قطة " هذا صوتى إنطلق ليؤيد حرية المخلوقات الأخرى فى الحياة و لكن لم يتوقف أحد ليسمعنى " كمان عندنا قطة " للمرة الثانية أطلقها و بنبرة أعلى ربما يحاورنى أحد أو فقط يستمع ..لا أحد .. عدت بعينى للوراء فوجدت أمى و نظرتها المطمئنة تحنو على عيونى كأنما تخبرنى أنه لا بأس عزيزى هى تعلم و تستمع و هذا يكفينى .... عدت لبعض اللعب ثانية حتى نهاية الزيارة ثم ودعت جدى بقبلة بعد أن نفحنى عشرون جنيهاً إنبسطت لها شفاهى عن إبتسامة مؤقتة .. فى طريق العودة واستنى امى " جدك ما بقاش بيسمع زى الأول ما تزعلش نفسك " ....... و أنا لا أعلم حقاً الزيارة القادمة هل أرفع صوتى بنبرة أعلى أم أكتفى بنفحة الخروج ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق