الجمعة، 18 أكتوبر 2013

بعض ليلى 2

لا أملك سوى

أن أكونك نقاط محبرةلأرضٍ لم تولد بعد

أحمل ذرات رمال تسكنها ضحكاتك

فتتشكل بلورة بعث

و عينيك إنبعاث الضوء/ كالشمس

و الفلك رسائل حيرى تسابق المدار إليك

و ليلى تتحرر أقمار باردة

و معانى أن تبقى الأشياء قيدك

ينتفض السحر

 أن تكونى أجمل أمنياتى

أقسمت عليكِ أن تكونى الهوى و الوشاح الطائر

أغلقتُ على شفتيك الصدى

يغفو الهمس

حجرات الصدى لها عشر أبواب

غُلقت الأبواب..و قالت للماء

الصوت شقاء و الموت شفاء و ما بينهما أمواج ترحل إليك

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

برام

فراخ محشية حمام 

و القلب تمام

إحلم على قدك يا برام

مربوط على درجة قدام 

بره التشكيل و اللعب حرام

صفارة و أشوط جوة المربوط

 الشبكة مقفلة بخيوط

و لا جول بيفوت 

و باقى لك كام دقة و تنام

مكسور يا برام

تسعيرة

مرفوعة عنك

جبرية الحكايات

مسعورة تسعيرتك

بتعض لحمى يوماتى

لا عمرى يشبعها

و لا جرى يهلكها

شاطر يا ابن السواقى

بتبيع ف دمى الباقى

و مذاكر القصة

بالقرش تتوصى

فدان مزروع للبهايم

و أنا ريحتى كنتالوب

الحلو ماسخ ف حنكى

و الملح فارط ف يدى

و عجينى مش بيقب

محصول قلب مكرونة

و الصلصة بالكاكا

و يا رز شوفلك معونة

بالدور بعد الرغيف

تموينى ده غتاتة

و القمع صفانى

شرقان ف قلب النيل

و المية كويانى

و يا زنقة التساهيل

و العيشة ناسيانى


ــــــــــــــــــ
28/9/2013

عطر

زجاجة عطر تفوح فتتحدث عن بعض ثورة و أصوات تمتزج كصفير حاد يوقظ أشياء تأبى الموت .. التخبط فيها أم داخل أحشائى ؟ فتقترب منى هذه الكتلة الورقية المبهمة أكشف عنها فتنمو أذرعها لتقذفنى للداخل و صورة فوتوغرافية لإمرأة ٍ أخرى ترتدينى و تضع عطرها لتخرج هى

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

أحدٌ أحد

و القلب مدكوك بالحجر

أحدٌ أحد

شقيت يا وهاب صرختى من جوف العيال

و دقت خطوتينى البرد

و الطين وقف زنهار و بدأ العد

خطوتين خضرة جناين 

و التانية عصفور ع الشجر

و آخر خطوتين ع القد

داس الطريق ع الخد

أحدٌ أحد

و إتشبكت الحجارة فوق منى 

طوبة دهب طوبة محلى 

يحاوطنى الحجر باللوم 

ظلمت نفسك و إلا لك مظلوم 

يا إبن الحجر دمى نشف على جتتك 

لخبط سواد حنتك 

و أنا فرحى متقسم على المعازيم 

طفى شموع المفرمة ف جبينى 

بريحة المسك غطينى 

أحدٌ أحد

سكنت فوق الهلال مبتدأ

و ف نص شهرى البدر تاه 

الله أكبر

و النيل بيزرع طينى برعم 

رغم إن الغرقة  جواه 

جار الجبل

جار الجبل

سكة سلامة

" فاخلع نعليك "

و الحمى قلب العيال

جمر السنين

أحمر ف لون التار

يحرق سواد الليل

فرعون و كان غرقان

و ف ضلمتى عدى

أقطف هلال من ع الشجر يا حسينى

و إلبس نهارك إسورة

الحق بيمطر على الشبابيك

متصابة روح الخلق بالمية

تغسل جبينك العرقان

فوق البيوت بالدور تفوت

  السقف مبدور سواقى

و ملح البحر يعشقها

ضمة الدمع تصحى

و يشقق الحيط

ـــــــــــــــــــ
‏14 سبتمبر، 2013‏

ناعسة

 يا ناعسة طال ليلك 

وإتيتمت الأيام 

إتكاترت الحراس

 تحمى ضفايرك من إيدين الناس 

و القلب فيكِ القلم و جبينك الكراس 

و أنا اللى إبن لذين مقفول عليه بترباس

قاطفينى وردة جناين متشوقة لشعرك

دانتيل و زحمة شرايط و إتعقدت سككك

قصوا جدايلك و إطوحت للهوا

لقفها بير عطشان للدم لم يرتوى 

أيوب صبح باكى دمعه ك طرح الندى

يا ناعسة حلمك عليا و إتلمت الحكايات 

و الحق اللى خلقنى من نطفة بعد ممات 

 لأزرع مرايتك نهار و الحلم مش ها يبات 

ــــــــــــــــــ
‏12 سبتمبر، 2013‏

عيونِك

صعب جداً تِبقى جنبى

كان ها يبقى الموت ف قلبى لون عيونك ف الغياب 

من غير عتاب

ما أقدرش غير أتصورك من غير لقا 

ما أقدرش غير بس أندهك 

من خرم حلم 

و ألضم حنين/ قضبان عيون متكتفين 

حالف ما يوم يركع جبينك للسواد 

و أنا بين حيطان أجرى تلاحق سكتى 

تايهة البيبان

ها أرسم عيونك نجمتين 

على كل زنزانة و حجر

و ألقى شفايفك يوم شروق 

عطشان ثوانى و لو بريئة تضمنا

بره الحيطان

لمة إيدينى جوة قلبك 

تسرقك لسنين كمان 

و أرسم عيونك ع الجيران 

ــــــــــــــــــــــ
2 سبتمبر، 2013‏

طاجن بطاطس

 لا أفهم لماذا دوماً تلح علىّ فكرة جديدة و أنا فى المطبخ , الوقت لا يحتمل الطبخ و الكتابة ..سأتمسك بها فى ذهنى حتى انتهى من طاجن البطاطس ..فى طاجن الفخار الجديد ستكون لذيذة و بمجرد أن تنضج الدجاجة س ... ماذا أفعل بالكارى على مرقة الدجاج المسلوق؟ توقفت فى الوقت المناسب ..هذا ما يصنعه تداخل القلم مع الوجبات ..الآن بعض التركيز حتى أنتهى ... بعض الشاى سيفيد ..للمرة الثالثة أضغط زر التشغيل بغلاية المياه ..هذه المرة سأصبه مباشرة قبل التفكير بشىء آخر ..القرنفل و السكر و الشاى و هاا هو الكوب المنقذ ...( قطتى تعشق اللعب فى خط منتصف المطبخ فى الجزء الأقرب للدجاجة )..حلقات البصل ..آ  السكين المفترس ..هل جُرحت ..لا لا شىء ..البطاطس و الطماطم ..أين الطماطم ؟ ثمرة وااحدة فقط .. ما العمل ؟ التوابل تفى بالغرض و بعض مركز الصويا مع المرقة .. PERFECT ... إلى الفرن عزيزتى ... بعض غسيل للصحون و أترك المطبخ ..ها هو الصحن الخزفى الصغير ..أثرى منذ زمن و هو مع زوجى   ثم .. ترااخ.. هواية كسر الصحون لا تنتهى ..القطة بخير الحمد لله ..أقلبها ..لم يصبها شىء ... الشاى بالقرنفل ضاعت حرارته ..خطوتين و أنتبه لبقايا الصحن المكسور و لكن بعد لمسة خطافية أصابت قدمى ..هذه المرة جُرحت  و قفزة عرجاء أخرجتنى من المطبخ مع صوت فتح الباب فأسرع بتضميد الجرح ....بيبى ممكن النوتة و القلم لو سمحت ... 
ـــــــــــــــــــــ
28 مايو، 2013‏

عطر الياسمين

ـ يقترب المساء منى و سيبدأ الخطاب بعد قليل ... مظهرى متناسق ..رابطة العنق ..حسناً بعض الزغب الأبيض لا يخدش وسامتى بأى حال ..دوماً أحدثك وحدى بلا إجاباتٍ منك ..أيتها المرآة هذا الإنذار الاخير ..و يبدو أننى أيضاً سأجن ...ضحكاته تعلو و خطوتين ليعود ثانية يشير للمرآة بإصبعه مهدداً : ربما بعد الحفل 
..الوقت يدهمنى ..و خطوات مسرعة نحو السيارة يتبعه حارسه الشخصى ..يشم الهواء قبل ركوبه : عماد رائحة الياسمين رائعة لكنها لا تليق بك ..و يدلف للداخل تاركاً حارسه يدس أنفه بال "الجاكت" ..يمط شفتيه و يدخل وراءه

..هى  
تشاغله بحركات وجهها عن خطابه المهم فيعتقد أنها تعرفه ..يرتبك و يعود لعينيها ثانية لتعاود فعلتها ..تقفز أمامه فى طريق الخروج ..
ـ ثريا شوقى صحافية بجريدة "...." 
ـ أفندم 
ـ أستأذنك فى بعض الوقت فقط بضعة أسئلة بسيطة على هامش تغطية المؤتمر ..و تشير لإحدى الغرف ..أتسمح للحوار ببعض الخصوصية 
ـ على الرحب و السعة ..عماد إنتظر بجوار الباب 

و فى الداخل 
ـ حسناً من أنتِ ؟
ـ أخبرتك ..و تقترب منه 
ـ رائحة الياسمين 
ـ أيعجبك عطرى ؟
ـ ربما 
ـ الياسمين يجعلنى سعيدة 
ـ و حركات وجهك الطفولية ما سببها ؟ 
ـ انا رجاء الطابق العلوى كما إعتدت تسميتى 
..تفحصها قليلاً
ـ المنظار الطبى 
ـ تماماً ..ذاكرتك ممتازة 
ـ لم تبدلك السنوات فما زلتِ فاتنة و ..يقترب خطوتين و ينظر لعينيها ... و شهية 
تتراجع للوراء فيقهقه : أخفتك و لكنى ربما أردت رؤية عدساتك اللاصقة 
...ملامحها المرتبكة أوقفته ..لا تقترب منى هكذا ثانية 
ـ ماذا تريدين إذاً ؟ 
ـ أعرض عليك صفقة أن تختارنى رفيقتك فى ما بعد الموت 
يفزع ..ماذا؟ ..ثم إستطرد .. و لكنى ربما أفضل الحور العين عليكِ 
ـ لا تهزأ بى ..أعلم أنك لم تتزوج و ربما أنت سعيد بتهافت من يعشقن نجاحك ..أراقبك من فترة طويلة و اتابع اخبارك و أعلم رأيك فى الزواج و طباعك التى تسأم نفسها و أنا لن أثقل عليك ..العرض كالآتى تزوجنى لمدة قصيرة تحددها انت و اتخذ تدابيرى ألا أنجب منك 
..فاغراً فاه : ماذا؟ ... العرض رائع و لكنى لا أثق بحواء 
ـ و أنا لا أثق بآدم آخر لتنفيذ النهاية ...ثم أردفت و هى تميل للأمام ...و أعلم أنك تهوانى فى ركنٍ ما بداخلك 
...إعتدل فى جلسته : و المجتمع ؟
ـ ربما تشتهر أكثر لكثرة الشائعات حول زيجتنا 
 و هذا .. وتخرج سلاح نارى من حقيبتها فيفزع منها و يضع يده فى جيبه ليستدعى عماد من جهازه 
ـ لا تخف فأنا ..و تلتصق بوجهه ...أنا اعشقك منذ الصغر و لن أؤذيك فقط أردت أن اهبك آداة قتلك لى إذا لم توافق ... و تضع السلاح بيديه فى نفس اللحظة يقتحم عماد المشهد برفقة إثنين من أفراد الأمن لتذهب ثريا معهم و تختفى عينيها فى أجساد الصخب 

...و بعد يومين يعلم انها خرجت بلا شوائب 
..و بعدها بأيام يتلقى منها رسالة تفيد برقم هاتفها و إسطوانة CD لها من داخل منزلها ...: تحدثنى كما لو كنت زوجها ..مجنونة
ـ و فى النهاية ربما تحدث نفسك بتردى حالتى العقلية و لكنى إخترت هذا و ان أحيا معك بديلاً عن وحدتى الإجبارية ..سأقفز للعقد الرابع بعد قليل و لا أنتظر سواك
....إنتهت الإسطوانة و أغلق الجهاز ..عابثة هذه المرأة و انا لن أثق بأحرف إمرأة لتخطو  فى أقدراى .. أنا سعيد هكذا ...يرفع رأسه فيصطدم بالفراغ ..يلتقط الهاتف ليحادث إحداهن 

..بعد ثلاثة أشهر يأتيه طرد صغير به زجاجة عطر و رسالة من ثريا .. : مضت ثلاثة أشهر قاومت نفسى خلالها لأعود إليك بعد الطلاق و إنفصالك عنى ..اليوم إنتهت عدتى  و تحررت منك .. ملحوظة : رجاء إبنتك تتوقع أن تحتفل  معها بيوم ميلادها فلا تنسى ..و زجاجة من عطرى ربما تتذكرنى بشذاها يوماً فلا تكسرها كما كسرتنى .. ثريا 
ــــــــــــــ صمت مشدوهاً للحظات ثم ترك الطرد و قفز للخارج .... أحتاج للهواء و ربما أسافر قليلاً ليختفى هذا العبث ..... الغريب أن رائحة الياسمين علقت بهوائه و لم تتركه بعدها يوماً ليتنفس وحده ...

ـــــــــــــــــــ
‏13 مايو، 2013‏

لقا

كلمة مش زى الكلام

ممكنة

تسرق زوايا الابتسام

و ابقى تايهة جوة مد ما لوش نهاية 

مد شوقك موجه نار تسهر معايا

و إنسج الايام كفوفك

بين خطوط كفك شفايفى بتصبح عليك

غنوة القلب تلاقيك بإبتسامة ف العيون

صورتى تسبق تملكك بين الجفون

مين ها يقدر يوم يفارقك من عيونى 

أسند الأيام وعرقك بين يدينى 

و الايدين تحضن تضم 

تنهيدة اللقا تستأذنك 

قبل ما تنسى زمانها ف مجلسك

طيرى سافر غصب عنى جوة منى يونسك

ـــــــــــــــــــ
11 مايو، 2013‏،
.....

خاتمة

ـ ترفل نحوى في الأسود , طالما أحببت فيها شيء من سواد

ـ أنت لى آخراً, جئت لأراك و لم تأتنى كما وعدت ...سنوات ركضت في عمرى و لم ألاحقها كى أنتظرك ..أراهن يلتحفن المصاب فيك و أعلم أن الصوت سينتشر تدريجياً بأشياء أخرى ...هذه هي إمرأتك إذن من تتوسطهن ..جميلة كما توقعت و كما لم تعترف يوماً ..

ـ وهذا هو .. !!

ـ زوجى ..أقنعته أنك أحد العملاء فصاحبنى و هو لم يعتد مناقشة الأحزان ..أعلم أن شيئاً منك يرانى فأبلغه أنى لا أكتفى بهذه الخاتمة و سأنتظره بين أجفان النوم ..أحببتك و أردت سكنى عينيك و لم أراك يوماً و لم أرى نفسى فيها و ربما أشك الآن أنى طاردت أوراقى فرسمت خطوط الهوى صورتك و عشقتها ..برأت فيك و الآن لا أبرأ منك .سأرحل ..وداعاً

يتسلل العبث ليحتل مساحة الصوت و ينتشر ورائها ليلفظها من سرادق عزاء السيدات لتتبع زوجها و نظرة أخيرة و لافتة تحمل إسم الفقيد المغفور له و صوته يتبعها :سأراكِ اليوم خلف الوسادة.

ـ مين يعيش زرع الأسامى
جوة منك
مين يقول لليل يضمك
و ألقى عمر ما ينسانيش
جوة منى نبض تانى
جرحه كان مخلوق عشانى
جزء مِنك كان صغير
و العيون تسبق تغير
وصلت الصورة لآخرى
غصب عنى
تاهت الألوان ف دمعى
و السواد حالف يسمى فوق جبينى
يسرق الدم ف عروقى
و يصبغ الورد ف طريقى
يا حبيبتى
خطى فوقى زى أوراق الوليد
رمشك الأيام عنيد
كان ف شوقى ألمسك
إتحجرت إيدى ف إيديكى
و إبتسمتى قبل ما أمشى
و ف طريق عد الثوانى
طارت الصفحة بعيد 



(نشرت فى العدد الثالث من مجلة TNT ..
ــــــــــــــــــ
‏26 مارس، 2013‏

بعض ليلى

كم يأتى فيك يا ليلى 

آتون هاجس 

يحلم أن يراوده اللقاء

و يرسمنى الغيم ساحة للغياب 

يغرق الحرف فى لون السواد

و ينتظر عفو الرذاذ

حتى
يحترق زهو الساعات

بلا ليلى

و اليوم

عبأت موجات قلبى بزجاجات الرسائل

و قذفتها فتكسرت مرآة عينيك بها

لملمتها و فتات جرحى

ألقيت بعض بريقها خلف الحوائط

و سئمت لون زهورها

أمطرت ليلى من أوراقها

و ملأت نزف المحبرة

أغلقتها

و بنيت عنوان آخر لإمرأة  

ــــــــــــــــــ
‏8 مارس، 2013‏

إنشطار

إعصار 

يشطر مرآتى نصفين 

تخشانى 

تلتمس يدين لتعبث فى صدرى 

تنزع أثواب الإحتلال 

و تعانق صخبى بدوائر 

تلتف تراقصنى

أنا و العين الأخرى 

و الجسد الآخر

نتحرر من سطوة لا

تقذفنا صور عارية البسمات 

تنطلق الآه فزعة

فيندثر الصيف 

 ينسكب الوعى للداخل

أنظر للكسر 

فيكون أنا و الغربة و الوجه الآخر

ـــــــــــــــــــ
‏28 فبراير، 2013‏

ركلة جزاء

ـ من هذه المرأة عزيزى بجوار ولدنا الأصغر ؟

ـ ربما هي زوجته

يحدق فيها قليلاً ..لا اعتقد فقد رأينا زوجته من قبل و هذه ليست هي

ـ إذن هي زوجته الأخرى

ـ يتزوج ثانية ..ما هذا الهراء ؟ ..ما هذا الجيل العابث ؟ و كيف يترك الأنوار مضاءة هكذا ؟ لم نكن لنفعل هذا ألا تذكرين ؟

ـ ربما يخاف الظلام ..ما الجديد في هذا.. ولدنا يخاف

يقطب جبينه في إستنكار ...ولدنا جبان ..هذا نتاج تدليلك المفرط له و تعنتك الدائم أمام رغبتى في تنشئته كجندى

شجاع .. لقد حاربت و أديت واجبى نحو الوطن و هو يحصد التضحيات مزيد من الرفاهية ....

ينصت قليلاً هذا صوت قطرات الماء تتسرب من الصنبور ..أيضاً يهدر الماء و لا يصلح التسرب هذا تفريط و ليس إهمال

فقط  هذه المياه عشنا لسنوات نبتهل إلى الله كى تأتى أمطار الحبشة بمداد النيل لنحيا و هو يقتل القطرات عبثاً

ـ إهدأ قليلاً يا حبيبى ..أعترف أنى دللته قليلاً و لكنه هو و أقرانه يحملون الكثير من الأعباء فرفقاً بهم

ـأخشى أن يتناحرون فيما بينهم فهذه الأرض أغلى من أي خلاف

ـ حبيبى و هذا أكثر ما احببته فيك

ـ أتذكرين منزلنا ؟

ـ كان هادئ و جميل ..إشتقت لشجرة التوت الأحمر ,كانت أشهى ثمار أقطفها بيدى من النافذة عندما كنت أنتظر

عودتك من العمل و كانت جارتنا نوال تنتظر معى بعض الأوقات ..أتعلم شيئاً ؟..و تنظر إليه بخبث و دلال ..كنت أغار

عليك منها
ـ من ؟ نوال لالا كيف هذا ؟ لم أكن لأنظر لغيرك حبيبتى

ـ و لكنها كانت تتعمد أن تأتى قبل موعدك بقليل و رائحة عطرها تصل لجهة الشارع الأخرى

ـ ربما ..لا أذكر

إطمأنت قليلاً و أردفت ..أتذكر زفاف إبننا الأكبر

ـ أكيد فهذا يوم لا ينسى و رداؤك البنى المطرز أبدع تقسيم جسدك و بريق لآلئه أضاء عينيك

ـ ماذا؟ ..هذا كان رداء نوال

و صوت إرتطام أفزع الجالسين

ـ إيه ده يا حبيبى ؟

ينظر وراءه .. دى صورة تيتة و جدو وقعت و زقت الزهرية الصغيرة على الأرض ..أكيد القطة مش عاجبها البرواز .

***************
نشرت فى مجلة TNT العدد الثانى بتاريخ 25/2/2013

خيطان

قالت ما تقدرشى 
و ستارة غامقة تبتسم 
مشهد رومانسى 
تلضم ف خيطى خيطان كتير
تغزل ف توبك 
يترسم توبك حرير 
و ف ليله بيدور أوليا 
قمرك يميل 
ينقش مسار الصبح طير
يحصد عيون تسهر 
تميل
تشبك خيطانك مكحلة 
و أسامى فيك متسلسلة 
لف الغرام 
تعب المنام 
من توهة جوة الإبتسام 
و أنا يومى كان سلطان كلام 
و اليوم هجر من غير  سلام
ــــــــــــــــ
21 فبراير، 2013‏

إقتراب

إقترب إلىّ يا زهو البقاء و براعم الزهر لتثمر أشجارى و أعزف أوتارك و يكون الندى أمطارك و أحبارى
 إقترب بصفحة بيضاء لم تُكتب بعد و حاورنى بخيوط شدوك و دعنى أضمك و أرسمنى ألوان اللوحة ثم أكملها بعد العمر
يقترب ضياؤك و زحف الموانىء فأرسو بزورقى و أفترش بسماتك عمراً أطارد فيه بكائى و أبتهل إكتمال الفرائض
 إعترف بأنك تهوانى فيفيض الماء بمنابع الإرتواء أسقيك فأرتوى و تعبث أناملك بدقاتى فأغمض عينى كى أحيا فيك
 إحتل عيونى بصفائك و إزرع في صدرى أحشائك
 إقترب يقيناً و دعنى أَبعث في جسدك دفقات الرحمة و يظل حنينى يشتاقك
 أملك في واحتى أقاصيص الصبا و حكايا المهد أدخرها لك و أبتهل لرمال السنوات الصلبة أن تحنو عليك
 إقترب إلىّ و إبتعد عن ظلمات النبض أعرفك تعشق أن تحبو بدمائى و أهفو لنسائم أنفاسك فيتساقط عشقى قبلات تغمرك فيزداد إفتنانى فيك و لا أكتفى بل أضمك لأنام
 أقترب إليك و تقترب إلىّ و ...صوت بكاء حاد يشق سكون غرفة العمليات يبشر بإتمام الولادة ....و صوت الطبيب : ها هو طفلك سيدتى ...حبيبى إقترب إلىّ

ــــــــــــــــــــــ
14 فبراير، 2013‏