ـ يقترب المساء منى و سيبدأ الخطاب بعد قليل ... مظهرى متناسق ..رابطة العنق ..حسناً بعض الزغب الأبيض لا يخدش وسامتى بأى حال ..دوماً أحدثك وحدى بلا إجاباتٍ منك ..أيتها المرآة هذا الإنذار الاخير ..و يبدو أننى أيضاً سأجن ...ضحكاته تعلو و خطوتين ليعود ثانية يشير للمرآة بإصبعه مهدداً : ربما بعد الحفل
..الوقت يدهمنى ..و خطوات مسرعة نحو السيارة يتبعه حارسه الشخصى ..يشم الهواء قبل ركوبه : عماد رائحة الياسمين رائعة لكنها لا تليق بك ..و يدلف للداخل تاركاً حارسه يدس أنفه بال "الجاكت" ..يمط شفتيه و يدخل وراءه
..هى
تشاغله بحركات وجهها عن خطابه المهم فيعتقد أنها تعرفه ..يرتبك و يعود لعينيها ثانية لتعاود فعلتها ..تقفز أمامه فى طريق الخروج ..
ـ ثريا شوقى صحافية بجريدة "...."
ـ أفندم
ـ أستأذنك فى بعض الوقت فقط بضعة أسئلة بسيطة على هامش تغطية المؤتمر ..و تشير لإحدى الغرف ..أتسمح للحوار ببعض الخصوصية
ـ على الرحب و السعة ..عماد إنتظر بجوار الباب
و فى الداخل
ـ حسناً من أنتِ ؟
ـ أخبرتك ..و تقترب منه
ـ رائحة الياسمين
ـ أيعجبك عطرى ؟
ـ ربما
ـ الياسمين يجعلنى سعيدة
ـ و حركات وجهك الطفولية ما سببها ؟
ـ انا رجاء الطابق العلوى كما إعتدت تسميتى
..تفحصها قليلاً
ـ المنظار الطبى
ـ تماماً ..ذاكرتك ممتازة
ـ لم تبدلك السنوات فما زلتِ فاتنة و ..يقترب خطوتين و ينظر لعينيها ... و شهية
تتراجع للوراء فيقهقه : أخفتك و لكنى ربما أردت رؤية عدساتك اللاصقة
...ملامحها المرتبكة أوقفته ..لا تقترب منى هكذا ثانية
ـ ماذا تريدين إذاً ؟
ـ أعرض عليك صفقة أن تختارنى رفيقتك فى ما بعد الموت
يفزع ..ماذا؟ ..ثم إستطرد .. و لكنى ربما أفضل الحور العين عليكِ
ـ لا تهزأ بى ..أعلم أنك لم تتزوج و ربما أنت سعيد بتهافت من يعشقن نجاحك ..أراقبك من فترة طويلة و اتابع اخبارك و أعلم رأيك فى الزواج و طباعك التى تسأم نفسها و أنا لن أثقل عليك ..العرض كالآتى تزوجنى لمدة قصيرة تحددها انت و اتخذ تدابيرى ألا أنجب منك
..فاغراً فاه : ماذا؟ ... العرض رائع و لكنى لا أثق بحواء
ـ و أنا لا أثق بآدم آخر لتنفيذ النهاية ...ثم أردفت و هى تميل للأمام ...و أعلم أنك تهوانى فى ركنٍ ما بداخلك
...إعتدل فى جلسته : و المجتمع ؟
ـ ربما تشتهر أكثر لكثرة الشائعات حول زيجتنا
و هذا .. وتخرج سلاح نارى من حقيبتها فيفزع منها و يضع يده فى جيبه ليستدعى عماد من جهازه
ـ لا تخف فأنا ..و تلتصق بوجهه ...أنا اعشقك منذ الصغر و لن أؤذيك فقط أردت أن اهبك آداة قتلك لى إذا لم توافق ... و تضع السلاح بيديه فى نفس اللحظة يقتحم عماد المشهد برفقة إثنين من أفراد الأمن لتذهب ثريا معهم و تختفى عينيها فى أجساد الصخب
...و بعد يومين يعلم انها خرجت بلا شوائب
..و بعدها بأيام يتلقى منها رسالة تفيد برقم هاتفها و إسطوانة CD لها من داخل منزلها ...: تحدثنى كما لو كنت زوجها ..مجنونة
ـ و فى النهاية ربما تحدث نفسك بتردى حالتى العقلية و لكنى إخترت هذا و ان أحيا معك بديلاً عن وحدتى الإجبارية ..سأقفز للعقد الرابع بعد قليل و لا أنتظر سواك
....إنتهت الإسطوانة و أغلق الجهاز ..عابثة هذه المرأة و انا لن أثق بأحرف إمرأة لتخطو فى أقدراى .. أنا سعيد هكذا ...يرفع رأسه فيصطدم بالفراغ ..يلتقط الهاتف ليحادث إحداهن
..بعد ثلاثة أشهر يأتيه طرد صغير به زجاجة عطر و رسالة من ثريا .. : مضت ثلاثة أشهر قاومت نفسى خلالها لأعود إليك بعد الطلاق و إنفصالك عنى ..اليوم إنتهت عدتى و تحررت منك .. ملحوظة : رجاء إبنتك تتوقع أن تحتفل معها بيوم ميلادها فلا تنسى ..و زجاجة من عطرى ربما تتذكرنى بشذاها يوماً فلا تكسرها كما كسرتنى .. ثريا
ــــــــــــــ صمت مشدوهاً للحظات ثم ترك الطرد و قفز للخارج .... أحتاج للهواء و ربما أسافر قليلاً ليختفى هذا العبث ..... الغريب أن رائحة الياسمين علقت بهوائه و لم تتركه بعدها يوماً ليتنفس وحده ...
ـــــــــــــــــــ
13 مايو، 2013