الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

ركلة جزاء

ـ من هذه المرأة عزيزى بجوار ولدنا الأصغر ؟

ـ ربما هي زوجته

يحدق فيها قليلاً ..لا اعتقد فقد رأينا زوجته من قبل و هذه ليست هي

ـ إذن هي زوجته الأخرى

ـ يتزوج ثانية ..ما هذا الهراء ؟ ..ما هذا الجيل العابث ؟ و كيف يترك الأنوار مضاءة هكذا ؟ لم نكن لنفعل هذا ألا تذكرين ؟

ـ ربما يخاف الظلام ..ما الجديد في هذا.. ولدنا يخاف

يقطب جبينه في إستنكار ...ولدنا جبان ..هذا نتاج تدليلك المفرط له و تعنتك الدائم أمام رغبتى في تنشئته كجندى

شجاع .. لقد حاربت و أديت واجبى نحو الوطن و هو يحصد التضحيات مزيد من الرفاهية ....

ينصت قليلاً هذا صوت قطرات الماء تتسرب من الصنبور ..أيضاً يهدر الماء و لا يصلح التسرب هذا تفريط و ليس إهمال

فقط  هذه المياه عشنا لسنوات نبتهل إلى الله كى تأتى أمطار الحبشة بمداد النيل لنحيا و هو يقتل القطرات عبثاً

ـ إهدأ قليلاً يا حبيبى ..أعترف أنى دللته قليلاً و لكنه هو و أقرانه يحملون الكثير من الأعباء فرفقاً بهم

ـأخشى أن يتناحرون فيما بينهم فهذه الأرض أغلى من أي خلاف

ـ حبيبى و هذا أكثر ما احببته فيك

ـ أتذكرين منزلنا ؟

ـ كان هادئ و جميل ..إشتقت لشجرة التوت الأحمر ,كانت أشهى ثمار أقطفها بيدى من النافذة عندما كنت أنتظر

عودتك من العمل و كانت جارتنا نوال تنتظر معى بعض الأوقات ..أتعلم شيئاً ؟..و تنظر إليه بخبث و دلال ..كنت أغار

عليك منها
ـ من ؟ نوال لالا كيف هذا ؟ لم أكن لأنظر لغيرك حبيبتى

ـ و لكنها كانت تتعمد أن تأتى قبل موعدك بقليل و رائحة عطرها تصل لجهة الشارع الأخرى

ـ ربما ..لا أذكر

إطمأنت قليلاً و أردفت ..أتذكر زفاف إبننا الأكبر

ـ أكيد فهذا يوم لا ينسى و رداؤك البنى المطرز أبدع تقسيم جسدك و بريق لآلئه أضاء عينيك

ـ ماذا؟ ..هذا كان رداء نوال

و صوت إرتطام أفزع الجالسين

ـ إيه ده يا حبيبى ؟

ينظر وراءه .. دى صورة تيتة و جدو وقعت و زقت الزهرية الصغيرة على الأرض ..أكيد القطة مش عاجبها البرواز .

***************
نشرت فى مجلة TNT العدد الثانى بتاريخ 25/2/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق