ـ من هذه المرأة عزيزى بجوار ولدنا الأصغر ؟
ـ ربما هي زوجته
يحدق فيها قليلاً ..لا اعتقد فقد رأينا زوجته من قبل و هذه ليست هي
ـ إذن هي زوجته الأخرى
ـ يتزوج ثانية ..ما هذا الهراء ؟ ..ما هذا الجيل العابث ؟ و كيف يترك الأنوار مضاءة هكذا ؟ لم نكن لنفعل هذا ألا تذكرين ؟
ـ ربما يخاف الظلام ..ما الجديد في هذا.. ولدنا يخاف
يقطب جبينه في إستنكار ...ولدنا جبان ..هذا نتاج تدليلك المفرط له و تعنتك الدائم أمام رغبتى في تنشئته كجندى
شجاع .. لقد حاربت و أديت واجبى نحو الوطن و هو يحصد التضحيات مزيد من الرفاهية ....
ينصت قليلاً هذا صوت قطرات الماء تتسرب من الصنبور ..أيضاً يهدر الماء و لا يصلح التسرب هذا تفريط و ليس إهمال
فقط هذه المياه عشنا لسنوات نبتهل إلى الله كى تأتى أمطار الحبشة بمداد النيل لنحيا و هو يقتل القطرات عبثاً
ـ إهدأ قليلاً يا حبيبى ..أعترف أنى دللته قليلاً و لكنه هو و أقرانه يحملون الكثير من الأعباء فرفقاً بهم
ـأخشى أن يتناحرون فيما بينهم فهذه الأرض أغلى من أي خلاف
ـ حبيبى و هذا أكثر ما احببته فيك
ـ أتذكرين منزلنا ؟
ـ كان هادئ و جميل ..إشتقت لشجرة التوت الأحمر ,كانت أشهى ثمار أقطفها بيدى من النافذة عندما كنت أنتظر
عودتك من العمل و كانت جارتنا نوال تنتظر معى بعض الأوقات ..أتعلم شيئاً ؟..و تنظر إليه بخبث و دلال ..كنت أغار
عليك منها
ـ من ؟ نوال لالا كيف هذا ؟ لم أكن لأنظر لغيرك حبيبتى
ـ و لكنها كانت تتعمد أن تأتى قبل موعدك بقليل و رائحة عطرها تصل لجهة الشارع الأخرى
ـ ربما ..لا أذكر
إطمأنت قليلاً و أردفت ..أتذكر زفاف إبننا الأكبر
ـ أكيد فهذا يوم لا ينسى و رداؤك البنى المطرز أبدع تقسيم جسدك و بريق لآلئه أضاء عينيك
ـ ماذا؟ ..هذا كان رداء نوال
و صوت إرتطام أفزع الجالسين
ـ إيه ده يا حبيبى ؟
ينظر وراءه .. دى صورة تيتة و جدو وقعت و زقت الزهرية الصغيرة على الأرض ..أكيد القطة مش عاجبها البرواز .
***************
نشرت فى مجلة TNT العدد الثانى بتاريخ 25/2/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق