الموقع : غرفة نوم إمرأة تبكى فى صمت و بجوارها رجل يغط فى نومه ,تنهض و تخرج مختنقة من جو الغرفة المعبأ بأنفاسه ,تجلس فى البهو الخارجى و بيدها كوب من الماء تحاول أن ترتشف منه فترتعش يدها و يتساقط بعضه فترمى بالماء على الأرضيةو تنظر من خلال الكوب الفارغ لترى تماوج الأشياء و عند الحائط يتزايد التماوج و ترتسم صورة لجناحين يمتدان بمحيط الحائط و حتى حدود باب الغرفة و يتجسد وجه إمرأة بينهما بعينين لم ترى مثلهما فى الإتساع و البقعة السوداء بلا لون أبيض فقط بعض الأحمر فى نهاية الأحداق , رهبة حاصرت الكلمات المرتجفة فى حلقها ثم لم تلبث أن إنطلقت :من أنتِ؟
ـ ومن أنتِ؟
ـ أنا إمرأة أقطن هنا و أنتِ إقتحمت المكان
ـ لم أقتحم شيئاً أنا ربما أكون إمرأة و أسكن الهواء هنا إذن هو مكانى قبل أن تقتحموه أنتم ...أين هو؟
ـمن ؟
ـ الرجل
ـ زوجى
ـ نعم
ـ ماذا تريدين منه ؟
ـ أمتص دماؤه لأحيا
تتقهقر خطوتين للوراء مع علامات فزع ...ماذا ؟ـ لا تخافى أنا هنا فقط من أجله هو
ـ و لما هو ؟
ـ لأنه يحتل دموعك و يوقظها و أنا مرهفة الحس و لا أحتمل بكاء بنات حواء
ـ لم أعلم أن بكائى يوقظ أحداً
تطرق برهة ثم تستطرد كمن تذكر شيئاً : هل أنتِ هنا لتقتليه ؟
ـ لا أعتقد أنه سيحيا بلا دماء
ـ و لكنى لا أريد قتله
ـ ما كنت لأحضر لو لم تكن هذه رغبتك حقاً أنت ترغبين فى قتله و لكنكِ فقط خائفة من التبعات و أنا أحملها عنك
ـ تصيح بإستنكار : و من يصدقنى إن أدعيت أن هناك كائن بجناحين قتل زوجى ؟
ـ لن يبقى منه شىء يوحى بالقتل فسآخذه معى و أنتِ بعد أيام تبلغين أنه لم يحضر للمنزل و أنا سألقيه بالماء بجوار إحدى قوارب الهجرة غير الشرعية التى تفر من بلادكم لتغرق و ربما المشكلة هنا أن يظل مفقوداً ....لا عليك سأهتم بإبعاد الشبهة عنك
ـ و ماذا أفعل انا بدونه ؟
ـ و ماذا كان يفعل هذا التواجد لك ؟ ماذا ستفتقدين منه؟
ـ كان يؤنسنى بعض الوقت
ـ كان يتركك فى أغلب الوقت ..ثم هناك التلفاز و الحاسوب
ـ و أتحدث مع من ؟
ـ أشخاص خلال الحاسوب
ـ لا أريد إستبدال الواقع بالخيال ..هو كائن حى يمتلك روحاً
ـ عن أى روح تتحدثين ؟ ألم يكن خائن ؟ ألم يطعن عشقكِ له فى مقتل و لم يكترث لدموعك أو ثورتك و لم يستمع لرغبتك مراراً بالإنفصال عنه فهو يستمتع بكِ كلعبة خاصة به لا يحبها و لا يتركها للآخرين
ـ ربما
ـ لا تغضبينى حد الزفرات فهى ستحرقك و أنا لا أريد إيذائك
ـ أنا فقط ..سأفتقده
ـ إحتفظى بأى جزء ستفتقدينه و من الممكن أن أحفظه لكِ بالمبرد عندى و أحضره بعد إنتهاء التحقيقات
ـ تتسع عيناها فى ذهول : ماذا ؟ ..أى قطع ؟
ـ القلب , الكبد أو بعض العضلات تأكلينها كلما إفتقدته
ـ لن أستطيع ان آكله فليس هذا مقصدى
ـ إذن .. و تصمت لتتفحصها بخبث :إذا قصدت من الناحية الجسدية فلقد أخبرتك عن بعض الأجزاء
ـ لالا, لا أستطيع و لا يكفى ....أتعلمين ربما ألتقى بآخر
ـ ربما
ـ أحبه و يحبنى و يتزوجنى و يكون رجل بما تعنيه تلك الكلمة من معانٍ لى
ـ إحترسى عزيزتى و لا تحملى الأمانى فوق طاقتها فلا يوجد رجل يحتمل الأمنيات و لا توجد أنثى تقنع بهفوات الرجال
ـ ربما و لكن إذا ماتت الأمنيات فيه فأنتِ هنا أليس كذلك
ـ هو هكذا ..فقط سأنتظر منكِ نداء الدموع
ـ لا أضمر لكِ سوء و لكنى اتمنى ألا أراكِ ثانية
ـ دعى الأمنيات لى عزيزتى و أخلدى للنوم الآن
ـ ـــــــــــــــ ما هذا الحلم الغريب ؟؟
نظرت حولها فلم تجده فتنبهت حواسها إعتدلت لتجلس بطرف المخدع ..أين هو ؟ أعتقدت اليوم عُطلة فأين ذهب ؟ ربما خرج لأمرٍ ما و ربما ليقابل أخرى ...و ربما ...و سكنت برهة متسائلة : أهو حلم ؟ ...........هرتها تموء ثم تقفز بجوارها تنظر إليها و تتسائل :عيناك مختلفة بعض الشىء ..ألا تعلمين أين ذهب ؟ ..أم هو حلمٌ آخر؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
28 أكتوبر، 2012،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق