لم تكن رهبة الموت هى وحدها ما تعبث بخيالات رمزى و هو يجلس فى سرادق عزاء زوجته سلوى و لكنه بدأ بالحسابات العملية لوضعه الجديد المنتظر و صور المرشحات للمنصب المحتمل كزوجة تحتل الكثير من أحلام اليقظة ..."من الأنسب؟"..أريدها على النقيض من سلوى كى لا أكرر نفسى و تبدأ أحداث مغايرة و آراء مختلفة للنقاش و أيضا ًأريدها مثيرة ذات ذكاء محدود فقد أرهقتنى سلوى بفطنتها و حلقات التحليل و النقاش الذى لم أكترث له يوماً ..
وقفزة عقلية للواقع توقظه من التحليق فيتذكر أوراقه ... " ما هذه الغفلة!؟ " و ضحكة مكتومة ذاهلة .." أنسيت أنى متزوج من أخرى بالفعل أم أننى اعتدت وجود إمرأتين فى حياتى ؟" " هذه المرة سهام لن تسمح بهذا فهى ليست هادئة الطباع و رزينة مثل سلوى أأقصد المرحومة سلوى التى رضخت لعنادى- رغم الرفض العام للجميع- من اجل تربية الأبناء فكانت الهدنة و التعايش السلمى هو الحل الأمثل و لم أفتقد منها مشاعر الزوجة فهى الواجهة الإجتماعية الجميلة فقط و يكفينى منها عشر سنوات فالمغامرة مع سهام كانت رائعة ." .. أفاق رمزى على صوت صديقه عادل و هو يواسيه و ظل الحديث متواصلاً بينهما حتى نهاية السهرة ..و فى شئون العمل كالمعتاد .
بعد بضعة أيام دوى رنين الهاتف فى المنزل وقت الظهيرة و لم يكن فى العمل فقد أقنع نفسه أنه متعب و بدأ يستعد للخروج مع سهام و سأله المتحدث عن سلوى و حمل الصوت الكثير من الذهول عندما اجابه بوفاتها ..." ماذا ؟ ..توفيت.. متى كان ذلك ؟ و كيف ؟ أكانت حادثة ؟ "
--"الإثنين الماضى.. لا بل سكتة قلبية .. من المتحدث ؟ "
-"مجدى .. كنت زميلاً لسلوى "
-" و لم تعرف بالخبرمن قبل! .. لقد حضر الكثيرين في سرادق العزاء من زملاء سلوى ."
-" عذراً و لكنى كنت متغيب بعض الوقت في إنتداب و لم أعرف ..سلوى كانت إنسانة رائعة بكل المقاييس ..رقيقة و جميلة المشاعر ..فقدانها خسارة حقيقة .. تقبل أسفى .. سلام ."
ربما هو حوار عادى و لكن رمزى داهمته الظنون و تحير من أمر هذا الرجل الذى عرف زوجته و فجع بها فى حين أن بعضاً منه هو لم يتأثر ! و لكنها حقاً كانت رائعة و في العام المنصرم طرأت عليها بعض المتغيرات فكانت تنطلق عيناها بعيداً عنه كأنها تحلم و بالطبع لم يهتم فربما هى الذكرى معه أو الغيرة من سهام رغم تأكيدها مراراً على أن صورته كزوج له الحب و الإهتمام قد تلاشت و ليفعل ما يشاء فقد جفت ينابيع الحب و دقائق العمر قريباً ستنتهي و لن يبقى منه شىء .
بعدما أنهى مجدى المحادثة الهاتفية بدأت التساؤلات تقفز فى ظلامه ..."أأحبتها؟..أم فقط كانت صديقة مقربة لنفسى التى تشتاق العاطفة و رغبت فى إمتلاك قلبها بلا قيود فتحايلت على أواصر الصداقة لأرتدى عباءتها وقرأت بنود المنطق التى تشجب الجدية ..متناقض ربما و لابد ان أفيق من شرود الذهن فيكفى منه ما أثار توجس نجلاء زوجتي و لكنى سأفتقد هذا الكم العذب من المشاعر الصادقة التى يختلط فيها الألم بالضحك و الدموع بالنبضات الثائرة و الحنان الدافق و لكن تبقى الأحلام بلا قيود ."
وجد رمزى كتابات سلوى بعد أيام فهى كانت مغرمة بتدوين الكلمات و هو لم يعترض و لم يهتم و لكن الآن داخله بعض الفضول ليقرأ بعضها ...
(1)
بضع حكايات و عرائس
تتحرك فى ساحتى الخصبة
تربطنى بخيوطٍ واهية
أٌبعث للحياة
و تحملنى النشوة عاماً
لأدافع الحرب بالحرب
أستسلم
و بقايا من عاصف تأسرنى
تخادعنى أشباح كالحرية
زائفة
تداعيات الوهم و الأمل
كى يحيا الإستعمار
و الموت
(2)
نقوش على الحائط
تحجب الألوان
و تحاصر الضوء
أشحذ همتى
لأعيد الطلاء
يتطاير الرذاذ المعتم
يصبغ المرآة
فتختفى صورتى
(3)
- و تحيرت منه فى معجمى فيكتبنى العقل تارة و أخرى يغالبه القلب و تحيا الحيرة بأرجائى بين وجهى العملة ..من أنا؟ ..بين الحرب و السلام و عيونى المتحورة تحمل رمال و مياه و يضيع الخصب بين الغرق و التصحرو كلاهما موت .
(4)
و يستجير الليل بوسادتى
كى يختفى الأرق
فيتشبث برحلات اليقظة
و تبدأ كى تنتهى بعض الأوراق
و صفحة بيضاء تكتبها أقلام اخرى
و تتعافى رحلة الدوران
… إكتفى رمزى بهذه الكلمات التى لم يفهمها و ألقى بالدفتر القديم بين أطلال أخرى من بقايا سلوى ليتخلص منها فيما بعد...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 يونيو، 2011
وقفزة عقلية للواقع توقظه من التحليق فيتذكر أوراقه ... " ما هذه الغفلة!؟ " و ضحكة مكتومة ذاهلة .." أنسيت أنى متزوج من أخرى بالفعل أم أننى اعتدت وجود إمرأتين فى حياتى ؟" " هذه المرة سهام لن تسمح بهذا فهى ليست هادئة الطباع و رزينة مثل سلوى أأقصد المرحومة سلوى التى رضخت لعنادى- رغم الرفض العام للجميع- من اجل تربية الأبناء فكانت الهدنة و التعايش السلمى هو الحل الأمثل و لم أفتقد منها مشاعر الزوجة فهى الواجهة الإجتماعية الجميلة فقط و يكفينى منها عشر سنوات فالمغامرة مع سهام كانت رائعة ." .. أفاق رمزى على صوت صديقه عادل و هو يواسيه و ظل الحديث متواصلاً بينهما حتى نهاية السهرة ..و فى شئون العمل كالمعتاد .
بعد بضعة أيام دوى رنين الهاتف فى المنزل وقت الظهيرة و لم يكن فى العمل فقد أقنع نفسه أنه متعب و بدأ يستعد للخروج مع سهام و سأله المتحدث عن سلوى و حمل الصوت الكثير من الذهول عندما اجابه بوفاتها ..." ماذا ؟ ..توفيت.. متى كان ذلك ؟ و كيف ؟ أكانت حادثة ؟ "
--"الإثنين الماضى.. لا بل سكتة قلبية .. من المتحدث ؟ "
-"مجدى .. كنت زميلاً لسلوى "
-" و لم تعرف بالخبرمن قبل! .. لقد حضر الكثيرين في سرادق العزاء من زملاء سلوى ."
-" عذراً و لكنى كنت متغيب بعض الوقت في إنتداب و لم أعرف ..سلوى كانت إنسانة رائعة بكل المقاييس ..رقيقة و جميلة المشاعر ..فقدانها خسارة حقيقة .. تقبل أسفى .. سلام ."
ربما هو حوار عادى و لكن رمزى داهمته الظنون و تحير من أمر هذا الرجل الذى عرف زوجته و فجع بها فى حين أن بعضاً منه هو لم يتأثر ! و لكنها حقاً كانت رائعة و في العام المنصرم طرأت عليها بعض المتغيرات فكانت تنطلق عيناها بعيداً عنه كأنها تحلم و بالطبع لم يهتم فربما هى الذكرى معه أو الغيرة من سهام رغم تأكيدها مراراً على أن صورته كزوج له الحب و الإهتمام قد تلاشت و ليفعل ما يشاء فقد جفت ينابيع الحب و دقائق العمر قريباً ستنتهي و لن يبقى منه شىء .
بعدما أنهى مجدى المحادثة الهاتفية بدأت التساؤلات تقفز فى ظلامه ..."أأحبتها؟..أم فقط كانت صديقة مقربة لنفسى التى تشتاق العاطفة و رغبت فى إمتلاك قلبها بلا قيود فتحايلت على أواصر الصداقة لأرتدى عباءتها وقرأت بنود المنطق التى تشجب الجدية ..متناقض ربما و لابد ان أفيق من شرود الذهن فيكفى منه ما أثار توجس نجلاء زوجتي و لكنى سأفتقد هذا الكم العذب من المشاعر الصادقة التى يختلط فيها الألم بالضحك و الدموع بالنبضات الثائرة و الحنان الدافق و لكن تبقى الأحلام بلا قيود ."
وجد رمزى كتابات سلوى بعد أيام فهى كانت مغرمة بتدوين الكلمات و هو لم يعترض و لم يهتم و لكن الآن داخله بعض الفضول ليقرأ بعضها ...
(1)
بضع حكايات و عرائس
تتحرك فى ساحتى الخصبة
تربطنى بخيوطٍ واهية
أٌبعث للحياة
و تحملنى النشوة عاماً
لأدافع الحرب بالحرب
أستسلم
و بقايا من عاصف تأسرنى
تخادعنى أشباح كالحرية
زائفة
تداعيات الوهم و الأمل
كى يحيا الإستعمار
و الموت
(2)
نقوش على الحائط
تحجب الألوان
و تحاصر الضوء
أشحذ همتى
لأعيد الطلاء
يتطاير الرذاذ المعتم
يصبغ المرآة
فتختفى صورتى
(3)
- و تحيرت منه فى معجمى فيكتبنى العقل تارة و أخرى يغالبه القلب و تحيا الحيرة بأرجائى بين وجهى العملة ..من أنا؟ ..بين الحرب و السلام و عيونى المتحورة تحمل رمال و مياه و يضيع الخصب بين الغرق و التصحرو كلاهما موت .
(4)
و يستجير الليل بوسادتى
كى يختفى الأرق
فيتشبث برحلات اليقظة
و تبدأ كى تنتهى بعض الأوراق
و صفحة بيضاء تكتبها أقلام اخرى
و تتعافى رحلة الدوران
… إكتفى رمزى بهذه الكلمات التى لم يفهمها و ألقى بالدفتر القديم بين أطلال أخرى من بقايا سلوى ليتخلص منها فيما بعد...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 يونيو، 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق