الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

ورقة أخيرة

ـ أردت إيذائك .. و لما لا و أنت تحتل الكثير من المساحات المرئية أمامى و تقطن أغلب الصور و الأدهى من هذا أنك تؤذينى

ـ أبداً أنا لم أؤذيك و كيف هذا و أنتِ منى ؟

ـ ألا تذكر السموم التى تدخلها لعالمى , كيف أحتمل مسئولية نزواتك و شهواتك و ألا أصرخ طلباً للإنتقام ؟

ـ الإنتقام من من ؟

ـ منك , فقد إحتملت فوق طاقتى و مراراً حاولت إفراغ حملى كجنينٍ طاهر و لكنه دوماً يخرج بدماء ملوثة تؤذينى أكثر منك و ها هم أبنائى المعاقين لا يحملون صفاتك و جئت بهم سفاحاً ليقتلوك عاجزين عن حمايتك أو العمل من أجلك

ـ حبيبتى أرجوكِ لا تفسديهم علىّ

ـ ماذا ستفعل لتمنعنى فأنت مسكين لا حول و لا قوة له ... إبتلع المزيد من المسكنات و حبوب النوم لتحتمل عذابى و لكنى  سأكتفى عندما أنتهى منك

ـ و لكنكِ ستنتهين أيضاً

ـ أعلم أنى سأموت معك و لكنى فى بضع قطراتٍ أخرى سأحيا فى أوراقٍ أخرى مع آخرين يعتنقون هواهم و ربما أزهد فى الأجساد فأحتل العقول بذكائى و أخترق الوميض لأسكنه و .. يختفى الضوء

ـ تحلمين و أنا أتعذب فيكِ ..ألا تشعرين بالذنب تجاهى ؟

ـ أى ذنبٍ هذا ؟ ....هناك من يُقتل بالخارج و القاتل مجهول ..فى كل يوم و بجوار الشمس ستجد أرواحهم تطفو بأنهار الضوء شهداء ..و أنتم هنا تحبون الشهادة و القتل .. و أنا آداة قتلك كفرت بصفاء روحك و أخذت على نفسى العهد بتطهيرها و .... سيقيد الحادث ضد مجهول فلا دليل عندك لإدانتى و لن يبحث أحد وراء هذه الوفاة الرائعة .... روعة الوجع عزيزى تثمر فى جوفك نقاء النهايات و ربما أعترف أنى قد أحببتك يوماً أو سنوات ...حبيبى السابق و عائلى فلنكتفى بهذا القدر ..

ــــــــــــــــــــــ صوت صفير حاد مستمر و حركة سريعة لأيدى كثيرة تتحرك  ......
لا جدوى ...ساعة الوفاة ... إمضاء : CANCER

ــــــــــــــــــــ
‏5 فبراير، 2013‏،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق