و أزعم أنك طيف من العذاب أستدعيه ليؤرقنى و تتلاشى ملامحك بذاكرتى مع الأيام فهى بدأت كى تنتهى فلا أمتلك نفسى ثانية و لا بعضاً منك فأقف حائرة كأزهار السوسن حالمة رقيقة و تمتلىء بالغيرة فلا تملك القوة لتغار أو تلتئم .
هو ...ربما رياح تقتلع أزهارى ..عمر زميلى فى العمل و لم يكن به ما يقتحم جدرانى الأسمنتية سوى عينين يجيدان الكتابة و يسطرهما الحزن فكرهته لأنه رجل و احببت فقط عيناه و تمنيت دوماً ان يخطىء ظنى بهذا الجنس المتعاظم , علمت من مصادرى الخاصة أنه أعزب فى أواخر الثلاثين مثلى و لكن قطارى هنا يبدا بالتوقف أما هو فلا محطة له ,حاولت ان أقاوم التفكير فيه فلم أستطع و اخيراً لملمت أشلاء الثقة بالنفس و بدأت الحوار: عمر ...صباح الخير..هل تعرف كيفية التعامل مع هذه البيانات فقد تسلمتها هذا الصباح و أشعر أن بها أخطاء حسابية ووفاء زميلتى تغيبت اليوم و أنا حقاً لا أجيد التعامل بالأرقام .
ـ بكل سرور أستاذة آآ
ـ نادية
ـ تشرفت بك ِ ..نادية إسم جميل و لكنه قديم بعض الشىء فالأسماء اليوم تحمل تداخل من اللغات الأخرى فقد أسميت إبنة أختى ريتاج ...آسف للإطالةسأراجع لكِ هذه البيانات حالاً
ـ لم أعلم أين أنا فقد إنتقلت بإسمى للماضى القريب عندما مرضت أمى و ذهبنا لطبيب الجراحة الخاص بها فلم نجده ووجدت هذا الآخر يباشر الحالات بدلاً منه ..
ـ دكتور إبراهيم أباشر عمل دكتور كامل فهو فى بعثة للخارج
ـ ماذا ؟ و أمى ؟ ..آسفة الأكيد انه يضع ثقته الكاملة فى يديك فأمى تحتاج لجراحة عاجلة بالمفصل
ـ تفضلى بالجلوس آنسة آآ
ـ نادية
ـ حقاً ..إسم حالم و يليق بفتاة رقيقة مثلك
ـ أشكرك
و تم حجز أمى لعمل الفحوصات الطبية اللازمة لإجراء الجراحة فالزمن قد تمكن من عظامها و لزم إستبدال مفصل الركبة بآخر إصطناعى و كنت أجتمع به كثيراً فهو طبيب مجتهد وتحدثت معه مراراً عبر الهاتف ..سألنى مرة عن أسرتى فأجبت أننى إبنة وحيدة ووالدى متوفى ثم بدأت ألحظ عينيه من خلف المنظار الطبى تشعر معهما بالغرق فهى تحتوينى بطمأنينة بالغة و همهمات صوته عندما ينصت إلى تسطرنى بعوالم أخرى .......بعد عدة أشهرعلمت انه مرتبط بطبيبة من أقربائه و انها تنهى دراستها العليا فى الخارج فعاهدت نفسى ألا أتحدث معه ثانية و لكن لم أفلح فهو يهاتفنى دوماً و أنا أذوب داخل صوته الهادىء ...يوماً أخبرته أنه صديق عزيز فأخبرنى بالمثل و لكن شغف اللقاء كان دوماً يؤكد العكس فأنا احبه و هو أيضاً و إن كان هناك ميثاق ضمنى ألا نعترف ..كان يخبرنى دوماً أننى راقية أو على حسب تعبيره LADY
و لهذا كان يحترم عقلى و مشاعرى فلا يبتذل فى كلماته أو يسب أحد حتى كان اليوم الذى اخبرنى ان محبوبته قد عادت من الخارج و تواجدى سيجرح مشاعرها فانا كنت دوماً الصديقة المقربة ..فصدقت على كلماته و أغلقت الهاتف و أغلقت قلبى معه
ـ إنتهيت ...أوقظنى صوت عمر من أحلامى مع إبراهيم
ـ بهذه السرعة ؟
ـ أكيد فالرجال يقومون بهذه الأعمال بسهولة تامة أما بالنسبة للنساء فالأمر معقد ..أليس كذلك يا هيام ,,قالها موجهاً حديثه لزميلة اخرى بالغرفة
هيام : سيبدأ الحوار فى عمل النساء و المنزل و أنهن خلقن توابع و إماء
عمر: هذه حقيقة فالمرأة أمة و الرجل هو سيدها الذى يأمرها فنطيع
ـ.... تركت المكان ليتسع حديثهما الذى اعلم انه لا طائل وراءه و انا قانعة ان حساباتى مع عمر قد إنتهت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 نوفمبر، 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق